يلزمه أن يرعاه حق رعيه وقال الضحاك وغيره: الضمير للأخلاف الذين جاءوا بعد المبتدعين لها وروينا في كتاب الترمذي عن كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال بن الحارث اعلم قال ما أعلم يا رسول الله؟ قال اعلم يا بلال قال ما أعلم يا رسول الله قال أنه من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن ابتدع ضلالة لا يرضى الله ورسوله بها كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئا " قال أبو عيسى هذا حديث حسن انتهى.
وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله) قالت فرقة: الخطاب بهذه الآية لأهل الكتاب ويؤيده الحديث الصحيح " ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بي " الحديث وقال آخرون الخطاب للمؤمنين من هذه الأمة ومعنى (آمنوا برسوله) أي: أثبتوا على ذلك ودوموا عليه (يؤتكم كفلين) أي: نصيبين بالإضافة إلى ما كان الأمم قبل يعطونه قال أبو موسى: (كفلين) ضعفين بلسان الحبشة والنور هنا: إما أن يكون وعدا بالنور الذي يسعى بين الأيدي يوم القيامة وإما أن يكون استعارة للهدى الذي يمشي به في طاعة الله.
وقوله تعالى: (لئلا يعلم أهل الكتاب الا يقدرون على شئ من فضل الله...) الآية روي أنه لما نزل هذا الوعد المتقدم للمؤمنين حسدهم أهل الكتاب على ذلك وكانت اليهود تعظم دينها وأنفسها وتزعم أنهم أحباء الله وأهل رضوان فنزلت هذه الآية معلمة أن الله فعل ذلك وأعلم به ليعلم أهل الكتاب أنهم ليسوا كما يزعمون و " لا " في قوله: (لئلا) زائدة وقرأ ابن عباس والجحدري: " ليعلم أهل الكتاب " وروى إبراهيم