وقتادة " تزايلوا " بألف أي ذهب هؤلاء عن هؤلاء وقال النحاس: وقد قيل إن قوله: (ولولا رجال مؤمنون...) الآية يريد من في أصلاب الكافرين ممن سيؤمن في غابر الدهر وحكاه الثعلبي والنقاش عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا والحمية التي جعلوها هي حمية أهل مكة في الصد قال الزهري: وهي حمية سهيل ومن شاهد منهم عقد الصلح وجعلها سبحانه حمية جاهلية لأنها كانت منهم بغير حجة إذ لم يأت صلى الله عليه وسلم محاربا لهم وإنما جاء معتمرا معظما لبيت الله والسكينة هي الطمأنينة إلى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم والثقة بوعد الله والطاعة وزوال الأنفة التي لحقت عمر وغيره " وكلمة التقوى ": قال الجمهور هي لا إله إلا الله وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي مصحف ابن مسعود " وكانوا أهلها [وأحق بها " والمعنى كانوا أهلها] على الإطلاق في علم الله وسابق قضائه لهم وروى أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا نادى المنادي فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء فمن نزل به كرب أو شدة فليتحين المنادي فإذا كبر كبر وإذا تشهد تشهد وإذا قال: حي على الصلاة قال حي على الصلاة وإذا قال حي على الفلاح قال حي على الفلاح ثم يقول رب هذه الدعوة الصادقة المستجاب لها دعوة الحق وكلمة التقوى أحينا عليها وأمتنا عليها وابعثنا عليها واجعلنا من خيار أهلها أحياء وأمواتا ثم يسئل الله حاجته " رواه الحاكم في " المستدرك " وقال: صحيح الإسناد انتهى من " السلاح ".
فقد بين صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث معنى " كلمة التقوى " على نحو ما فسر به الجمهور والصحيح أنه يعوض عن الحيعلة الحوقلة ففي " صحيح مسلم ": " ثم قال: حي على الصلاة قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله " الحديث انتهى.
وقوله تعالى: (وكان الله بكل شئ عليما) إشارة إلى علمه بالمؤمنين الذين دفع عن كفار قريش بسببهم وإلى علمه بوجه المصلحة في صلح الحديبية فيروى أنه لما انعقد