الله تعالى [على عباده] بأدبه في استعمال الاستثناء في كل فعل.
(ت) قال ثعلب: استثنى الله تعالى فيما يعلم ليستثني الخلق فيما لا يعلمون وقيل غير هذا ولما نزلت هذه الآية علم المسلمون أن تلك الرؤيا ستخرج فيما يستأنفونه من الزمان فكان كذلك فخرج صلى الله عليه وسلم في العام المقبل واعتمر.
وقوله سبحانه: (فعلم ما لم تعلموا) يريد ما قدره من ظهور الاسلام في تلك المدة ودخول الناس فيه.
وقوله: (من دون ذلك) أي: من قبل ذلك وفيما يدنو إليكم واختلف في الفتح القريب فقال كثير من العلماء هو بيعة الرضوان وصلح الحديبية وقال ابن زيد هو فتح خيبر.
وقوله تعالى (محمد رسول الله) قال جمهور الناس هو ابتداء وخبر استوفى فيه تعظيم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم.
(وقوله: (والذين معه) ابتداء وخبره: (أشداء) و (رحماء) خبر ثان وهذا هو الراجح لأنه خبر مضاد لقول الكفار: " لا تكتب محمد رسول الله " (والذين معه) إشارة إلى جميع الصحابة عند الجمهور وحكى الثعلبي عن ابن عباس أن الإشارة إلى من شهد الحديبية.
(ت) ووصف تعالى الصحابة بأنهم رحماء بينهم وقد جاءت أحاديث صحيحة في تراحم المؤمنين حدثنا الشيخ ولي الدين العراقي بسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض