هم يسلمون دون حرب قال ابن العربي والذين تعين قتالهم حتى يسلموا من غير قبول جزية هم العرب في أصح الأقوال أو المرتدون فأما فارس والروم فلا يقاتلون إلى أن يسلموا بل أن بذلوا الجزية قبلت منهم وهذه الآية أخبار بمغيب فهي من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم انتهى من " الأحكام ".
وقوله: (فان تطيعوا) اي فيما تدعون إليه وباقي الآية بين.
ثم ذكر تعالى أهل الاعذار ورفع الحرج عنهم وهو حكم ثابت لهم إلى يوم القيامة ومع ارتفاع الحرج فجائز لهم الغزو وأجرهم فيه مضاعف وقد غزا ابن أم مكتوم [وكان يمسك الراية في بعض حروب القادسية وقد خرج النسائي هذا المعنى وذكر ابن أم مكتوم] رحمه الله.
وقوله عز وجل: (لقد رضي الله عن المؤمنين...) الآية تشريف لهم رضي الله عنهم وقد تقدم القول في المبايعة ومعناها وكان سبب هذه المبايعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يبعث إلى مكة رجلا يبين لهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يريد حربا وإنما جاء معتمرا فبعث إليهم خداش بن أمية الخزاعي وحمله صلى الله عليه وسلم على جمل له يقال له الثعلب فلما كلمهم عقروا الجمل وأرادوا قتل خداش فمنعته الأحابيش وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأراد بعث عمر بن الخطاب فقال له عمر يا رسول الله إني أخاف قريشا على نفسي وليس بمكة من بني عدي أحد يحميني ولكن ابعث عثمان فهو أعز بمكة مني فبعثه النبي صلى الله عليه وسلم فذهب فلقيه أبان بن سعيد بن العاصي فنزل عن دابته فحمله عليها وأجاره حتى بلغ