الصلح أمن الناس في تلك المدة الحرب والفتنة وامتزجوا وعلت دعوة الاسلام وانقاد إلى الاسلام كل من له فهم وزاد عدد الاسلام في تلك المدة أضعاف ما كان قبل ذلك قال (ع) ويقتضي ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في عام الحديبية في أربع عشرة مائة ثم سار إلى مكة بعد ذلك بعامين في عشرة آلاف فارس صلى الله عليه وسلم (ت) المعروف عشرة آلاف وقوله فارس ما أظنه يصح فتأمله في كتب السيرة.
وقوله سبحانه: (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق...) الآية: " روي في تفسيرها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في منامه عند خروجه إلى العمرة أنه يطوف بالبيت هو وأصحابه بعضهم محلقون وبعضهم مقصرون " وقال مجاهد رأى ذلك بالحديبية فأخبر الناس بهذه الرؤيا فوثق الجميع بأن ذلك يكون في وجهتهم تلك وقد كان سبق في علم الله أن ذلك يكون لكن ليس في تلك الوجهة فلما صدهم أهل مكة قال المنافقون وأين الرؤيا؟ ووقع في نفوس بعض المسلمين شئ من ذلك فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن قال: " وهل قلت لكم يكون ذلك في عامنا هذا " أو كما قال ونطق أبو بكر قبل ذلك بنحوه ثم أنزل الله عز وجل: (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق...) الآية واللام في: (لتدخلن) لام القسم.
وقوله: (إن شاء الله) اختلف في هذا الاستثناء فقال بعض العلماء إنما استثنى من حيث أن كل واحد من الناس متى رد هذا الوعد إلى نفسه / أمكن أن يتم الوعد فيه وألا يتم إذ قد يموت الانسان أو يمرض لحينه فلذلك استثنى عز وجل في الجملة إذ فيهم - ولا بد - من يموت أو يمرض.
(ت) وقد وقع ذلك حسبما ذكر في السير وقال آخرون: هو أخذ من