وقوله جلت عظمته: (وهو الذي في السماء اله...) الآية آية تعظيم واخبار بألوهيته سبحانه أي هو النافذ امره في كل شئ وقرأ عمر بن الخطاب وأبي وابن مسعود وغيرهم " وهو الذي في السماء الله وفي الأرض الله " وباقي الآية بين ثم [اعلم سبحانه] أن من عبد من دون الله لا يملك شفاعة يوم القيامة الا من شهد بالحق وهم الملائكة وعيسى / وعزير فإنهم يملكون الشفاعة بان يملكها الله إياهم إذ هم ممن شهد بالحق وهم يعلمونه فالاستثناء على هذا التأويل متصل وهو تأويل قتادة وقال مجاهد وغيره الاستثناء في المشفوع فيهم فكأنه قال: لا يشفع هؤلاء الملائكة وعيسى وعزير الا فيمن شهد بالحق أي بالتوحيد فأمن على علم وبصيرة فالاستثناء على هذا التأويل منفصل كأنه قال لكن من شهد بالحق فيشفع فيهم هؤلاء والتأويل الأول أصوب وقرأ الجمهور " وقيله " بالنصب وهو مصدر كالقول والضمير فيه لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم واختلف في الناصب له فقالت فرقة هو معطوف على قوله (سرهم ونجواهم) ولفظ البخاري (وقيله يا رب) تفسيره أيحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم ولا نسمع قيله يا رب انتهى وقيل: العامل فيه (يكتبون) ونزل قوله تعالى (وقيله يا رب) بمنزلة شكوى محمد - عليه السلام - واستغاثته من كفرهم وعتوهم وقرأ حمزة وعاصم " وقيله " بالخفض عطفا على الساعة.
(١٩٢)