عليهم ويطلبون شهيدا عليهم من أنفسهم وفي الحديث الصحيح " إن العبد - يعني الكافر يقول يا رب أليس وعدتني أن لا تظلمني قال فان ذلك لك قال فاني لا أقبل علي شاهدا الا من نفسي قال فيختم على فيه وتتكلم أركانه بما كان يعمل قال فيقول لهن بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أدافع " / الحديث قال أبو حيان (حتى إذا ما جاؤوها) " ما " بعد " إذا " زائدة للتوكيد انتهى.
وقوله تعالى: (وما كنتم تستترون) يحتمل أن يكون من كلام الجلود ويحتمل أن يكون من كلام الله عز وجل وجمهور الناس على أن المراد بالجلود الجلود المعروفة وأما معنى الآية فيحتمل وجهين:
أحدهما أن يريد وما كنتم تتصاونون ذلك وتحجزون أنفسكم عن المعاصي والكفر خوف أن يشهد أو لأجل (أن يشهد عليكم سمعكم...) الآية وهذا هو منحى مجاهد والمعنى الثاني أن يريد: وما يمكنكم ولا يسعكم الاختفاء عن أعضائكم والاستتار عنها بكفركم ومعاصيكم وهذا هو منحي السدي وعن ابن مسعود قال " إني لمستتر بأستار الكعبة إذ دخل ثلاثة نفر قرشيان وثقفي أو ثقفيان وقرشي قليل فقه قلوبهم كثير شحم بطونهم فتحدثوا بحديث فقال أحدهم أترى الله يسمع ما قلنا؟
فقال الآخر يسمع إذا رفعنا ولا يسمع إذا أخفينا وقال الآخر إن كان يسمع منه شيئا فإنه يسمعه كله فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك فنزلت هذه الآية (وما كنتم تستترون) وقرأ حتى بلغ (وان يستعتبوا فما هم من المعتبين).