وقوله تعالى: (فأرسلنا عليهم ريحا...) الآية تقدم قصص هؤلاء وقرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير (نحسات) بسكون الحاء وهي جمع " نحس " وقرأ الباقون (نحسات) - بكسر الحاء - جمع " نحس " على وزن حذر والمعنى في هذه اللفظة مشائيم من النحس المعروف قاله مجاهد وغيره وقال ابن عباس (نحسات) معناه متتابعات وقيل: معناه: شديدة أي شديدة البرد.
وقوله تعالى: (فهديناهم) معناه بينا لهم قاله ابن عباس وغيره وهذا كما هي الآن شريعة الاسلام مبينة لليهود والنصارى المختلطين بنا ولكنهم يعرضون ويشتغلون بالضد فذلك استحباب العمى على الهدى و (العذاب الهون) هو الذي معه هوان وإذلال قال أبو حيان " الهون " مصدر بمعنى " الهوان " وصف به العذاب انتهى و (أعداء الله) هم الكفار المخالفون لأمر الله سبحانه و (يوزعون) معناه: يكف أولهم حبسا على آخرهم قاله قتادة والسدي وأهل اللغة وهذا وصف حال من أحوال الكفرة في بعض أوقات القيامة وذلك عند وصولهم إلى جهنم فإنه سبحانه يستقرهم عند ذلك على أنفسهم ويسئلون سؤال توبيخ عن كفرهم فيجحدون ويحسبون أن لا شاهد