وقوله سبحانه: (ثم استوى إلى السماء) معناه بقدرته واختراعه إلى خلق السماء وايجادها.
وقوله تعالى: (وهي دخان) روي أنها كانت جسما رخوا كالدخان أو البخار وروي أنه مما أمره الله تعالى أن يصعد من الماء وهنا محذوف تقديره فأوجدها وأتقنها وأكمل أمرها وحينئذ قال لها وللأرض ائتيا بمعنى ائتيا أمري وإرادتي فيكما وقرأ ابن عباس " آتيا " بمعنى أعطيا من أنفسكما من الطاعة ما أردته منكما والإشارة بهذا كله إلى تسخيرهما وما قدره الله من أعمالهما.
وقوله (أو كرها) فيه محذوف تقديره ائتيا طوعا وإلا أتيتما كرها.
وقوله سبحانه: (قالتا) أراد الفرقتين جعل السماوات سماء والأرضين أرضا واختلف في هذه المقالة من السماوات والأرض هل هو نطق حقيقة أو هو مجاز؟ لما ظهر عليها من التذلل والخضوع والانقياد الذي يتنزل منزلة النطق قال (ع) والقول الأول أنه نطق حقيقة أحسن لأنه لا شئ يدفعه وأن العبرة به أتم والقدرة فيه أظهر.
وقوله تعالى: (فقضاهن) معناه: فصنعهن وأوجدهن ومنه قول أبي ذؤيب [الكامل] وعليهما مسرودتان قضاهما * داود أو صنع السوابغ تبع.