تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٥ - الصفحة ١٤١
مرتبته ولا أن تزيحه عن وطنه وإنما أبيح لك مجاهدته فاستعن بالله يعنك وثق بالله فإنه لا يخذلك قال تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين) [العنكبوت: 69] انتهى من تصنيفه رحمه الله.
وندب سبحانه في الآية المتقدمة إلى الأخذ بمكارم الأخلاق ووعد على ذلك وعلم سبحانه أن خلقة البشر تغلب أحيانا وتثور بهم سورة الغضب ونزغ الشيطان فدلهم في هذه الآية على ما يذهب ذلك وهي الاستعاذة به عز وجل ثم عدد سبحانه آياته ليعتبر فيها فقال (ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر) ثم قال تعالى (لا تسجدوا للشمس ولا للقمر) وان كانت لكم فيهما منافع لأن النفع منهما انما هو بتسخير الله إياهما فهو الذي ينبغي أن يسجد له والضمير في (خلقهن) قيل هو عائد على الآيات المتقدم ذكرها وقيل عائد على الشمس والقمر والاثنان جمع وأيضا جمع ما لا يعقل يؤنث فلذلك قال (خلقهن) ومن حيث يقال شموس وأقمار لاختلافهما بالأيام ساغ أن يعود الضمير مجموعا وقيل: هو عائد على الأربعة المذكورة.
* ت * ومن كتاب " المستغيثين بالله " لأبي القاسم بن بشكوال حدث بسنده إلى أنس بن مالك قال تقرأ " حم السجدة " وتسجد عند السجدة وتدعو فإنه يستجاب لك قال الراوي وجربته فوجدته مستجابا انتهى ثم خاطب جل وعلا نبيه عليه السلام بما يتضمن وعيدهم وحقارة أمرهم وأنه سبحانه غني عن عبادتهم بقوله (فان استكبروا...) الآية وقوله (فالذين) يعني بهم الملائكة هم صافون يسبحون و (عند) هنا ليست بظرف مكان وانما هي بمعنى المنزلة والقربة [كما تقول زيد عند الملك جليل ويروى أن تسبيح الملائكة قد صار لهم كالنفس لبني آدم (ولا يسأمون) معناه لا] يملون ثم ذكر تعالى آية منصوبة ليعتبر بها في أمر البعث من القبور ويستدل بما شوهد من هذه على ما لم يشاهد فقال (ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة ...) الآية وخشوع الأرض هو ما يظهر عليها من استكانة وشعث بالجدب فهي عابسة كما الخاشع عابس يكاد يبكي واهتزاز الأرض هو تخلخل أجزائها وتشققها للنبات وربوها هو انتفاخها بالماء وعلو سطحها به وعبارة البخاري اهتزت بالنبات وربت ارتفعت اه‍ ثم ذكر تعالى بالأمر الذي ينبغي أن يقاس على هذه الآية والعبرة وذلك احياء الموتى فقال (إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شئ قدير) والشئ في اللغة الموجود.
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة يس 5
2 سورة الصافات 22
3 سورة ص 54
4 سورة الزمر 78
5 سورة غافر 103
6 سورة فصلت 125
7 سورة الشورى 148
8 سورة الزخرف 172
9 سورة الدخان 194
10 سورة الجاثية 204
11 سورة الأحقاف 212
12 سورة محمد 228
13 سورة الفتح 248
14 سورة الحجرات 267
15 سورة ق 280
16 سورة الذاريات 296
17 سورة الطور 309
18 سورة النجم 321
19 سورة القمر 336
20 سورة الرحمن 345
21 سورة الواقعة 360
22 سورة الحديد 377
23 سورة المجادلة 397
24 سورة الحشر 406
25 سورة الممتحنة 416
26 سورة الصف 424
27 سورة الجمعة 428
28 سورة المنافقون 434
29 سورة التغابن 438
30 سورة الطلاق 443
31 سورة التحريم 450
32 سورة الملك 455
33 سورة القلم 463
34 سورة الحاقة 473
35 سورة المعارج 481
36 سورة نوح 488
37 سورة الجن 493
38 سورة المزمل 500
39 سورة المدثر 509
40 سورة القيامة 519
41 سورة الانسان 527
42 سورة المرسلات 536
43 سورة النبأ 541
44 سورة النازعات 547
45 سورة عبس 551
46 سورة التكوير 555
47 سورة الانفطار 559
48 سورة المطففين 562
49 سورة الانشقاق 567
50 سورة البروج 571
51 سورة الطارق 574
52 سورة الأعلى 577
53 سورة الغاشية 582
54 سورة الفجر 585
55 سورة البلد 590
56 سورة الشمس 594
57 سورة الليل 598
58 سورة الضحى 601
59 سورة الشرح 604
60 سورة التين 606
61 سورة العلق 608
62 سورة القدر 611
63 سورة البينة 613
64 سورة الزلزلة 615
65 سورة العاديات 618
66 سورة القارعة 621
67 سورة التكاثر 622
68 سورة العصر 625
69 سورة الهمزة 626
70 سورة الفيل 627
71 سورة قريش 629
72 سورة الماعون 630
73 سورة الكوثر 632
74 سورة الكافرون 634
75 سورة النصر 635
76 سورة المسد 636
77 سورة الاخلاص 638
78 سورة الفلق 640
79 سورة الناس 642