وقوله تعالى: (ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة...) الآية قد تقدم ذكر الخلاف هل هذه المقالات لموسى أو لمؤمن آل فرعون والدعاء إلى النجاة هو الدعاء إلى سببها وهو توحيد الله تعالى وطاعته وباقي الآية بين.
وقوله (أن ما تدعونني) المعنى وأن الذي تدعونني إليه من عبادة غير الله ليس له دعوة أي قدر وحق يجب أن يدعي أحد إليه ثم توعدهم بأنهم سيذكرون قوله عند حلول العذاب بهم والضمير في (وقاه) يحتمل أن يعود على موسى أو على مؤمن آل فرعون على ما تقدم من الخلاف.
وقال القائلون بأنه مؤمن آل فرعون أن ذلك المؤمن نجا مع موسى عليه السلام في البحر وفر في جملة من فر معه من المتبعين.
وقوله تعالى في آل فرعون: (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا...) الآية قوله (النار) رفع على البدل من قوله (سوء) وقيل رفع بالابتداء وخبره (يعرضون) قالت فرقة هذا الغدو والعشي هو في الدنيا أي في كل غدو وعشي من أيام الدنيا يعرض آل فرعون على النار قال القرطبي في التذكرة وهذا هو عذاب القبر في البرزخ انتهى وكذا قال الامام الفخر وروي في ذلك أن أرواحهم في أجواف طير سود تروح بهم وتغدوا إلى النار وقاله الأوزاعي عافانا الله من عذابه وخرج البخاري ومسلم عن