وقال ابن عباس: يريد أبا جهل. وقال مقاتل: عدي بن ربيعة وذلك أنه قال: أيجمع الله هذه العظام؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم له: " نعم "، فاستهزأ منه، فنزلت هذه الآية. قال ابن الأنباري: وجواب القسم محذوف، كأنه: ليبعثن ليحاسبن، فدل قوله [عز وجل]: (أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه) على الجواب، محذوف.
وقوله [عز وجل]: (بلى) وقف حسن. ثم يبتدأ " قادرين " على معنى: بلى نجمعها قادرين، ويصلح نصب " قادرين " على التكرير: بلى فليحسبنا قادرين (على أن نسوي بنانه) وفيه قولان:
أحدهما: أن نجعل أصابع يديه ورجليه شيئا واحد كخف البعير، وحافر الحمار، فيعدم الارتفاق بالأعمال اللطيفة، كالكتابة والخياطة، هذا قول الجمهور.
والثاني: يقدر على تسوية بنانه كما كانت، وإن صغرت عظامها، ومن قدر على جمع صغار العظام، كان على جمع كبارها أقدر، هذا قول ابن قتيبة، والزجاج. وقد بينا معنى البنان في الأنفال.
قوله [عز وجل]: (بل يريد الإنسان ليفجر أمامه) فيه قولان:
أحدهما: يكذب بما أمامه من البعث والحساب، قاله ابن عباس.
والثاني: يقدم الذنب ويؤخر التوبة، ويقول: سوف أتوب، قاله سعيد بن جبير. فعلى هذا:
يكون المراد بالإنسان: المسلم. وعلى الأول: الكافر.
قوله [عز وجل]: (يسأل أيان يوم القيامة) أي: متى هو؟ تكذيبا به، وهذا هو الكافر (فإذا برق البصر) قرأ أهل المدينة، وأبان عن عاصم " برق " بفتح الراء، والباقون بكسرها:. قال الفراء: العرب تقول: برق البصر يبرق، وبرق يبرق: إذا رأى هولا يفزع منه. و " برق " أكثر