يخرج من الانسان ماء ميتا فيخلق منه بشرا، فذلك الميت من الحي، ويخرج الحي من الميت، فيعني بذلك أنه يخلق من الماء بشرا، فذلك الحي من الميت.
21266 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، قوله يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن.
21267 - حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا جرير وأبو معاوية عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الله يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي قال: النطفة ماء الرجل ميتة وهو حي، ويخرج الرجل منها حيا وهي ميتة. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون) *.
يقول تعالى ذكره: ومن حججه على أنه القادر على ما يشاء أيها الناس من إنشاء وإفناء، وإيجاد وإعدام، وأن كل موجود فخلقه خلقة أبيكم من تراب، يعني بذلك خلق آدم من تراب، فوصفهم بأنه خلقهم من تراب، إذ كان ذلك فعله بأبيهم آدم كنحو الذي قد بينا فيما مضى من خطاب العرب من خاطبت بما فعلت بسلفه من قولهم: فعلنا بكم وفعلنا.
وقوله: ثم إذا أنتم بشر تنتشرون يقول: ثم إذا أنتم معشر ذرية من خلقناه من تراب بشر تنتشرون، يقول: تتصرفون. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
21268 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ومن آياته أن خلقكم من تراب خلق آدم عليه السلام من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون يعني ذريته.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) *.
يقول تعالى ذكره: ومن حججه وأدلته على ذلك أيضا خلقه لأبيكم آدم من نفسه زوجة ليسكن إليها، وذلك أنه خلق حواء من ضلع من أضلاع آدم. كما: