يقول: يقرأ عليهم إن في ذلك لرحمة يقول: إن في هذا الكتاب الذي أنزلنا عليهم لرحمة للمؤمنين به وذكرى يتذكرون بما فيه من عبرة وعظة.
وذكر أن هذه الآية نزلت من أجل أن قوما من أصحاب رسول الله (ص) انتسخوا شيئا من بعض كتب أهل الكتاب. ذكر من قال ذلك:
21200 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة أن ناسا من المسلمين أتوا نبي الله (ص) بكتب قد كتبوا فيها بعض ما يقول اليهود، فلما أن نظر فيها ألقاها، ثم قال: كفى بها حماقة قوم، أو ضلالة قوم، أن يرغبوا عما جاءهم به نبيهم، إلى ما جاء به غير نبيهم إلى قوم غيرهم، فنزلت: أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون. القول في تأويل قوله تعالى:
* (قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السماوات والأرض والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): قل يا محمد للقائلين لك: لولا أنزل عليك آية من ربك، الجاحدين بآياتنا من قومك: كفى الله يا هؤلاء بيني وبينكم شاهدا لي وعلي، لأنه يعلم المحق منا من المبطل، ويعلم ما في السماوات وما في الأرض، لا يخفى عليه شئ فيهما، وهو المجازي كل فريق منا بما هو أهله، المحق على ثباته على الحق، والمبطل على باطله، بما هو أهله والذين آمنوا بالباطل يقول: صدقوا بالشرك، فأقروا به وكفروا به. يقول: وجحدوا الله أولئك هم الخاسرون يقول: هم المغبونون في صفقتهم.
وبنحو الذي قلنا في قوله والذين آمنوا بالباطل قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
21201 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة والذين آمنوا بالباطل: الشرك. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون) *.