* (قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا * أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا) *.
يقول تعالى ذكره: قد يعلم الله الذين يعوقون الناس منكم عن رسول الله (ص) فيصدونهم عنه، وعن شهود الحرب معه، نفاقا منهم، وتخذيلا عن الاسلام وأهله والقائلين لإخوانهم هلم إلينا: أي تعالوا إلينا، ودعوا محمدا، فلا تشهدوا معه مشهده، فإنا نخاف عليكم الهلاك بهلاكه. ولا يأتون البأس إلا قليلا يقول: ولا يشهدون الحرب والقتال إن شهدوا إلا تعذيرا، ودفعا عن أنفسهم المؤمنين. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
21647 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم قال: هؤلاء ناس من المنافقين كانوا يقولون لإخوانهم: ما محمد وأصحابه إلا أكلة رأس، ولو كانوا لحما لالتهمهم أبو سفيان وأصحابه، دعوا هذا الرجل فإنه هالك.
وقوله: ولا يأتون البأس إلا قليلا: أي لا يشهدون القتال، يغيبون عنه.
21648 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: ثنا يزيد بن رومان قد يعلم الله المعوقين منكم: أي أهل النفاق والقائلين لإخوانهم هلم إلينا، ولا يأتون البأس إلا قليلا: أي إلا دفعا وتعذيرا.
21649 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله قد يعلم الله المعوقين منكم، والقائلين لإخوانهم... إلى آخر الآية، قال: هذا يوم الأحزاب، انصرف رجل من عند رسول الله (ص)، فوجد أخاه بين يديه شواء ورغيف ونبيذ، فقال له: أنت ههنا في الشواء والرغيف والنبيذ، ورسول الله (ص) بين الرماح والسيوف؟
فقال: هلم إلى هذا، فقد بلغ بك وبصاحبك، والذي يحلف به لا يستقبلها محمد أبدا،