21216 - حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، في قوله وإن الدار الآخرة لهي الحيوان يقول: باقية.
وقوله: لو كانوا يعلمون يقول: لو كان هؤلاء المشركون يعلمون أن ذلك كذلك، لقصروا عن تكذيبهم بالله، وإشراكهم غيره في عبادته، ولكنهم لا يعلمون ذلك. القول في تأويل قوله تعالى:
* (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون) *.
يقول تعالى ذكره: فإذا ركب هؤلاء المشركون السفينة في البحر، فخافوا الغرق والهلاك فيه دعوا الله مخلصين له الدين يقول: أخلصوا لله عند الشدة التي نزلت بهم التوحيد، وأفردوا له الطاعة، وأذعنوا له بالعبودة، ولم يستغيثوا بآلهتهم وأندادهم، ولكن بالله الذي خلقهم فلما نجاهم إلى البر يقول: فلما خلصهم مما كانوا فيه وسلمهم، فصاروا إلى البر إذا هم يجعلون مع الله شريكا في عبادتهم، ويدعون الآلهة والأوثان معه أربابا. القول في تأويل قوله تعالى:
21217 - حدثنا بشر، قال ثنا يزيد، قال ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: * (فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون) * فالخلق كلهم يقرون لله أنه ربهم، ثم يشركون بعد ذلك.
* (ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون * أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون) *.
يقول تعالى ذكره: فلما نجى الله هؤلاء المشركين مما كانوا فيه من البحر من الخوف والحذر من الغرق إلى البر إذا هم بعد أن صاروا إلى البر يشركون بالله الآلهة والأنداد ليكفروا بما آتيناهم يقول: ليجحدوا نعمة الله التي أنعمها عليهم في أنفسهم وأموالهم.
وليتمتعوا اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء المدينة والبصرة:
وليتمتعوا بكسر اللام، بمعنى: وكي يتمتعوا آتيناهم ذلك. وقرأ ذلك عامة قراء الكوفيين: وليتمتعوا بسكون اللام على وجه الوعيد والتوبيخ: أي اكفروا فإنكم سوف تعلمون ماذا يلقون من عذاب الله بكفرهم به.