يزيد من نقصان ساعات الليل في ساعات النهار ويولج النهار في الليل يقول: يزيد ما نقص من ساعات النهار في ساعات الليل. كما:
21447 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ألم تر أن الله يولج الليل في النهار نقصان الليل في زيادة النهار ويولج النهار في الليل نقصان النهار في زيادة الليل.
وقوله: وسخر الشمس والقمر، كل يجري إلى أجل مسمى يقول تعالى ذكره:
وسخر الشمس والقمر لمصالح خلقه ومنافعهم، كل يجري يقول: كل ذلك يجري بأمره إلى وقت معلوم، وأجل محدود إذا بلغه، كورت الشمس والقمر. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
21448 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى يقول: لذلك كله وقت، وحد معلوم، لا يجاوزه ولا يعدوه.
وقوله: وأن الله بما تعملون خبير يقول: وإن الله بأعمالكم أيها الناس من خير أو شر ذو خبرة وعلم، لا يخفى عليه منها شئ، وهو مجازيكم على جميع ذلك، وخرج هذا الكلام خطابا لرسول الله (ص)، والمعني به المشركون، وذلك أنه تعالى ذكره، نبه بقوله:
أن الله يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل على موضع حجته من جهل عظمته، وأشرك في عبادته معه غيره، يدل على ذلك قوله: ذلك بأن الله هو الحق، وأن ما يدعون من دونه الباطل. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير) *.
يقول تعالى ذكره: هذا الذي أخبرتك يا محمد أن الله فعله من إيلاجه الليل في النهار، والنهار في الليل، وغير ذلك من عظيم قدرته، إنما فعله بأنه الله حقا، دون ما يدعوه هؤلاء المشركون به، وأنه لا يقدر على فعل ذلك سواه، ولا تصلح الألوهة إلا لمن فعل ذلك بقدرته. وقوله: وأن ما يدعون من دونه الباطل يقول تعالى ذكره: وبأن الذي يعبد هؤلاء المشركون من دون الله الباطل الذي يضمحل، فيبيد ويفني وأن الله هو العلي