1 " سورة المرسلات " 3 محتوى السورة:
المشهور أن هذه السورة مكية، ولكن صرح البعض أن الآية (48) وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون مدنية، ولكن لم يذكروا لذلك دليلا واضحا، وإذا كانت مسألة الركوع والصلاة سببا لهذا الاستنباط فإن ذلك يبدو بعيدا. إذ كثيرا ما كان المسلمون يقيمون الصلاة مع الركوع في مكة، على كل حال فإن أكثر محتويات هذه السورة تدور حول المسائل المرتبطة بالقيامة وتهديد وإنذار المشركين والمنكرين، ومن خصائص هذه السورة تكرار الآية: ويل يومئذ للمكذبين عشر مرات بعد كل موضوع جديد، وتنبئ السورة بعد ذكر الأقسام عن القيامة والحوادث الثقيلة والصعبة للبعث، ثم تذكر عقب ذلك هذه الآية:
ويل يومئذ للمكذبين:
وتتحدث السورة أولا عن الوقائع المؤسفة للأقوام المذنبين الأوائل.
ثم تتحدث ثانيا عن جانب من خصوصيات خلق الإنسان.
وفي المرحلة الثالثة عن بعض المواهب الإلهية في الأرض.
وفي الرابعة تشرح السورة جانبا من عذاب المكذبين، وفي كل من هذه المراحل إشارة إلى مواضيع موقظة ومحركة، ثم تأكيد تلك الآية بعد ذكر كل موضوع من هذه المواضيع، وحتى أنه أشار في قسم من ذلك إلى نعم الجنان للمتقين ليمزج الإنذار بالبشارة والترهيب بالترغيب.