وقدرته وكثرة مواهبه في هذا العالم الملئ بالأسرار، ليفهموا قدرة الله تعالى على المعاد والبعث من جهة وأنهم غارقون في نعمه اللامتناهية من جهة أخرى، فيقول تعالى: ألم نخلقكم من ماء مهين أي تافه وحقير فجعلناه في قرار مكين (1).
مقر فيه ضمان لجميع ظروف الحياة والتربية والنمو والمحافظة على نطفة الإنسان، فهو عجيب وظريف وموزون بحيث يثير إعجاب كل إنسان.
ثم يضيف تعالى: أن بقاء النطفة في ذلك المكان المكين والمحفوظ إنما هو لمدة معينة: إلى قدر معلوم.
مدة لا يعلمها إلا الله تعالى، مدة مملوءة بالتغيرات والتحولات الكثيرة بحيث ترتدي النطفة في كل يوم لباسا جديدا من الحياة يؤدي به إلى التكامل في داخل ذلك المخبأ.
ثم يستنتج من قدرته تعالى على خلق الإنسان الكامل والشريف من نطفة حقيرة بأن الله تعالى نعم القادر: فقدرناه فنعم القادرون (2) (3) وهذا الدليل اعتمده القرآن مرات عديدة لإثبات مسألة المعاد منها قوله تعالى في أول سورة الحج: يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم.... ذلك بأن الله هو