مورد البحث.
ثم يستعرض سبحانه وصف الريح بقوله: تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر.
" منقعر " من مادة (قعر) بمعنى أسفل الشئ أو نهايته، ولذا يستعمل هذا المصطلح بمعنى قلع الشئ من أساسه.
كما يحتمل أن يكون المقصود من هذا التعبير أن ضخامة الهياكل وقوة الأبدان التي كان عليها قوم عاد لم تغنهم من فتك الريح بهم وهلاكهم حيث ذهب بعض المفسرين إلى أن قوم عاد حاولوا التخلص من العذاب الذي باغتهم وذلك بأن التجأوا إلى حفر عميقة وملاجئ تحت الأرض لحفظ أنفسهم، ولكن دون جدوى حيث أن الريح كانت من القوة بحيث قلعتهم من أعماق تلك الحفر وقذفت بهم من جهة إلى أخرى، حتى قيل أنها كانت تدحرجهم وتجعل أعلى كل منهم أسفله وتفصل رؤوسهم عن أجسادهم.
" أعجاز " جمع (عجز) - على وزن (رجل) - بمعنى خلف أو تحت، وقد شبهوا بالقسم الأسفل من النخلة وذلك حسبما يقول البعض لأن شدة الريح قطعت أيديهم ورؤوسهم ودفعتها باتجاهها، وبقيت أجسادهم المقطعة الرؤوس والأطراف كالنخيل المقطعة الرؤوس، ثم قلعت أجسادهم من الأرض وكانت الريح تتقاذفها.
وللسبب المذكور أعلاه، يكرر الله سبحانه وتعالى إنذاره للكفار بقوله:
فكيف كان عذابي ونكر.
فنحن كذلك فعلنا وجازينا الأقوام السالفة التي سلكت سبيل الغي والطغيان والعصيان، فعليكم أن تتفكروا في مصيركم وأنتم تسلكون نفس الطريق الذي سلكوه!!
وفي نهاية القصة يؤكد قوله سبحانه: ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر فهل هنالك من آذان صاغية وقلوب واعية لهذا النداء الإلهي والإنذار