لا يدخلون جنة الخلد قبل يوم القيامة.
والآية: ما زاغ البصر وما طغى إشارة إلى أن بصر النبي، وأن عينيه الكريمتين لم تميلا يمنة ولا يسرة ولم تجاوزا حدهما، وما رآه النبي بعينيه هو عين الواقع، لأن " زاغ " من مادة زيغ معناه الانحراف يمينا أو شمالا، و " طغى " من الطغيان، معناه التجاوز عن الحد، وبتعبير آخر إن الإنسان حين يرى شيئا فيخطئ رؤيته ولا يلتفت إليه بدقة فإما أنه يلتفت يمنة ويسرة أو إلى ما ورائه (1).
والآن وحيث فرغنا من تفسير مفردات الآي نعود إلى التفسير العام للآيات.
نعود مرة أخرى إلى النظريتين في تفسير الآية..
فقال جماعة من المفسرين بأن الآيات ناظرة إلى مشاهدة النبي للمرة الثانية جبرئيل في صورته الحقيقية عند نزوله من المعراج عند سدرة المنتهى ولم يزغ بصره في رؤية الملك ولم يخطئ أبدا.
والنبي رأى في هذه الحال بعضا من آيات الله الكبرى، والمقصود بها هي رؤية جبرئيل في صورته الواقعية، أو بعض آيات السماء في عظمتها وعجائبها، أو كلتيهما.
إلا أن الإشكالات الواردة على التفسير السابق ما تزال باقية هنا، بل تضاف إلى تلك الإشكالات إشكالات اخر ومنها:
إن التعبير ب نزلة أخرى حسب هذا التفسير ليس فيه مفهوم واضح، لكن بحسب التفسير الثاني يكون المعنى إن النبي رأى الله في شهود باطني عند معراجه في السماء، وبتعبير آخر نزل الله مرة أخرى على قلب النبي وتحقق الشهود الكامل في (المنتهى إليه) القريب إلى الله من عباده عند سدرة المنتهى حيث جنة المأوى والسدرة تغطيها حجب من أنوار الله.