تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٦٠٦
في الوجود، أو يصح، أو يوجد؟ والأصح أن " إلا هو " خبره، والمعنى أن الله انتفى مستحق للعبادة غيره بحسب الامكان والوجود، يعني لا يمكن ولا يوجد مستحق للعبادة.
الحي قيل: (الحي) الذي له صفة يقتضي الحس والحركة الإرادية، ويقتضي صحة العلم والقدرة. والمراد به في صفة الله تعالى: أنه غير مرتبط الوجود بغيره بطريق المعلولية مع كونه قديرا عالما.
وفي كتاب التوحيد: باسناده إلى أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام في حديث طويل يذكر فيه صفة الرب عز وجل، وفيه يقول: لم يزل حيا بلا حياة (1).
القيوم: الدائم القيام بتدبير الخلق وحفظه، " فيعول " من قام الامر إذا حفظه.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثنا محمد بن أبي عبد الله، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس، عن جعفر بن محمد، عن الحسين بن أسد، عن يعقوب بن جعفر قال: سمعت موسى بن جعفر عليهما السلام يقول: إن الله تبارك و تعالى أنزل على عبده محمد صلى الله عليه وآله أنه لا إله إلا هو الحي القيوم، و يسمى بهذه الأسماء الرحمن الرحيم العزيز الجبار العلي العظيم، فتاهت هنالك عقولهم واستخفت أحلامهم، فضربوا له الأمثال وجعلوا له أندادا وشبهوه بالأمثال و مثلوه أشباها وجعلوه يزول ويحول، فتاهوا في بحر عميق لا يدرون ما غوره ولا يدركون كنه بعده (2).
لا تأخذه سنة ولا نوم: السنة فتور يتقدم النوم، والنوم حال يعرض للحيوان من استرخاء أعصاب الدماغ من رطوبات الأبخرة المتصاعدة بحيث تقف الحواس الظاهرة عن الاحساس رأسا.
وهنا إشكال مشهور: وهو تقديم السنة عليه وقياس المبالغة عكسه.

(1) كتاب التوحيد: ص 173، باب 28، نفي المكان والزمان والسكون والحركة والنزول والصعود والانتقال عن الله عز وجل قطعة من حديث 2.
(2) تفسير علي بن إبراهيم: ج 2، ص 361، في تفسير سورة الحشر.
(٦٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 601 602 603 604 605 606 607 608 609 610 611 ... » »»
الفهرست