تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٥٧٧
واسط، وسيجئ في الحديث أن هؤلاء أهل مدينة من مدائن الشام.
وهم ألوف: أي ألوف كثيرة، أعني سبعين ألف بيت.
وقيل: متألفون، جمع الف والف، كقاعد وقعود، والأول هو الصحيح، والواو للحال حذر الموت: مفعول له.
فقال لهم الله موتوا: قال لهم: موتوا، فماتوا، كقوله: كن فيكون، والمعنى أنهم ماتوا ميتة رجل واحد من غير علة بمشيئة الله وأمره ثم أحياهم: حين مر عليهم حزقيل.
إن الله لذو فضل على الناس: حيث أحياهم للاعتبار والفوز بالسعادات ولكن أكثر الناس لا يشكرون: لا يشكرونه كما ينبغي، أولا يعتبرون وفي عيون الأخبار: في مجلس الرضا عليه السلام مع أهل الأديان والمقالات في التوحيد، في كلام للرضا عليه السلام مع النصارى، قال عليه السلام: فمتى اتخذتم عيسى ربا لجاز لكم أن تتخذوا اليسع وحزقيل (1) ربا لأنهما قد صنعا مثل ما صنع عيسى بن مريم عليهما السلام من إحياء الموتى وغيره. إن قوما من بني إسرائيل خرجوا من بلادهم من الطاعون، وهم ألوف حذر الموت، فأماتهم الله في ساعة واحدة، فعمد أهل تلك القرية فحظروا عليهم حظيرة، ولم يزالوا فيها حتى نخرت عظامهم وصاروا رميما فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل، فتعجب منهم ومن كثرة العظام البالية، فأوحى الله إليه أتحب أن أحييهم لك، فتنذرهم؟ قال:
نعم يا رب، فأوحى الله إليه أن نادهم، فقال: أيتها العظام البالية قومي بإذن الله تعالى، فقاموا أحياء أجمعون، ينفضون التراب عن رؤوسهم (2).
وفي هذا المجلس يقول الرضا عليه السلام: وقد صنع حزقيل النبي عليه السلام

(١) حزقيل: هو اسم سرياني أو عبراني مضاد عبد الله أو هبة الله. تاج العروس: ج ٧، ص 278 فصل الحاء من باب اللام. حزقيل نبي من أنبياء الله من بني إسرائيل مجمع البحرين: ج 5، ص 349 لغة حزقل (2) عيون أخبار الرضا، ج 1، ص 160، باب (12) ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع أهل الأديان وأصحاب المقالات في التوحيد.
(٥٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 572 573 574 575 576 577 578 579 580 581 582 ... » »»
الفهرست