قال: يا رب لو شئت لأحييتهم الساعة كما أمتهم فعمروا بلادك وولدوا عبادك و عبدوك مع من يعبدك من خلقك، فأوحى الله أفتحب ذلك؟ قال: نعم يا رب، فأحياهم الله، قال: فأوحى الله إليه أن قل: كذا وكذا، فقال الذي أمر الله عز وجل أن يقوله: فقال أبو عبد الله عليه السلام: وهو الاسم الأعظم، فلما قال حزقيل ذلك الكلام: نظر إلى العظام يطير بعضها إلى بعض. فعادوا أحياء ينظر بعضهم إلى بعض يسبحون الله عز ذكره ويكبرونه ويهللونه، فقال حزقيل عند ذلك: أشهد أن الله على كل شئ قدير قال عمر بن يزيد: قال أبو عبد الله عليه السلام: فيهم نزلت هذه الآية (1) وفى مجمع البيان: وسأل زرارة بن أعين أبا جعفر عليه السلام عن هؤلاء القوم الذين قال لهم الله موتوا ثم أحياهم فقال: أحياهم حتى نظر الناس إليهم ثم أماتهم أم ردهم إلى الدنيا حتى سكنوا الدور وأكلوا الطعام؟ قال: لا، بل ردهم الله حتى سكنوا الدور وأكلوا الطعام ونكحوا النساء ومكثوا بذلك ما شاء الله ثم ماتوا بآجالهم (2) وفي عوالي اللئالي عن الصادق عليه السلام حديث طويل يذكر فيه النيروز الفرس، وفيه: ثم أن نبيا من أنبياء بني إسرائيل سأل ربه أن يحيي القوم الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، فأماتهم الله، فأوحى إليه أن صب الماء في مضاجعهم فصب عليهم الماء في هذا اليوم، فعاشوا وهم ثلاثون ألفا، فصار صب الماء في اليوم النوروز سنة ماضية لا يعرف سببها الا الراسخون في العلم (3) وقتلوا في سبيل الله: لما بين ان الفرار من الموت غير منج، أمرهم بالقتال، إذ لو جاء أجلهم ففي سبيل الله وإلا فالنصر والثواب واعلموا أن الله سميع: لما يقول المتخلف والسابق عليم: بما يضمرانه ومجاز عليهما.
(٥٧٩)