تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٥٨٠
[من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبصط وإليه ترجعون (245)] من ذا الذي يقرض الله: " من " استفهامية، مرفوعة المحل بالابتداء، و " ذا " خبر، و " الذي " صفة " ذا " أو بدله. وإقراض الله مثل لتقديم العمل الذي يطلب به ثوابه قرضا حسنا: مقرونا بالاخلاص وطيب النفس، أو مقرضا حلالا طيبا. وقيل:
القرض الحسن: المجاهدة والانفاق في سبيل الله.
وفي الخبر أنه صلة الامام (1) فيضعفه له: فيضاعف جزاءه له، أخرجه على صورة المغالبة، للمبالغة وقرأ عاصم: بالنصب على جواب الاستفهام حملا على المعنى، فان " من ذا الذي يقرض الله " في معنى أيقرض الله أحد (2) وقرأ ابن كثير فيضعفه بالرفع والتشديد (3)، وابن عامر ويعقوب بالنصب (4) أضعافا كثيرة: وأضعاف جمع ضعف، ونصبه على الحال من الضمير المنصوب، أو المفعول الثاني، لتضمن المضاعفة معنى التصدير، أو المصدر على أن الضعف اسم المصدر وجمعه للتنويع، والكثيرة من الله لا يقدرها الا الله.
في كتاب معاني الأخبار: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى، عن أيوب الخزاز قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لما أنزلت هذه الآية على النبي

(١) ثواب الأعمال: ص 99.
(2) و (3) و (4) أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 128.
(٥٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 575 576 577 578 579 580 581 582 583 584 585 ... » »»
الفهرست