تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٥١١
من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم: حسدا بينهم وظلما لحرصهم على الدنيا فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه: أي للحق الذي اختلف فيه من اختلف من الحق: بيان لما اختلفوا فيه.
بإذنه: بأمره ولطفه.
والله يهدى من يشاء إلى صرط مستقيم: لا يضل سالكه.
في روضة الكافي: حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن أحمد بن عديس، عن يعقوب بن شعيب أنه سأل أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " كان الناس أمة واحدة " فقال: كان قبل نوح أمة ضلال فبدا لله، فبعث الله المرسلين، وليس كما يقولون، ولم يزل وكذبوا (1).
وفي تفسير العياشي: عن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " كان الناس أمة واحدة " قال: كان هذا قبل نوح أمة واحدة، فبدا لله، فأرسل الرسل قبل نوح، قلت: أعلى هدى كانوا أم على ضلالة؟
قال: بل كانوا ضلالا، لا مؤمنين ولا كافرين ولا مشركين (2).
وعن مسعدة، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: " كان الناس أمة واحدة فبعث النبيين مبشرين ومنذرين " فقال: كان ذلك قبل نوح، قيل: فعلى هدى كانوا؟ قال: لا، كانوا ضلالا، وذلك أنه لما انقرض آدم وصالح ذريته، بقي شيث وصيه لا يقدر على إظهار دين الله الذي كان عليه آدم وصالح ذريته، و ذلك أن قابيل توعده بالقتل كما قتل أخاه هابيل، فسار فيهم بالتقية والكتمان فازدادوا كل يوم ضلالا حتى لم يبق على الأرض معهم إلا من هو سلف، ولحق الوصي بجزيرة في البحر يعبد الله، فبدا لله تبارك وتعالى أن يبعث الرسل، ولو سئل هؤلاء الجهال لقالوا قد فرغ من الامر، وكذبوا، إنما هو شئ يحكم الله به في كل

(١) الكافي: ج ٨، ص ٨٢، ح ٤٠، وتمام الحديث " يفرق الله في ليلة القدر ما كان من شدة أو رخاء أو مطر، بقدر ما يشاء الله عز وجل أن يقدر إلى مثلها من قابل ".
(٢) تفسير العياشي: ج ١، ص 104، ح 306.
(٥١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 506 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 ... » »»
الفهرست