تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٥٠٦
[فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم (209) هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الامر وإلى الله ترجع الأمور (210)] فإن زللتم: عن الدخول في السلم.
من بعد ما جاءتكم البينات: الآيات والحجج على أنه الحق.
فاعلموا أن الله عزيز: لا يعجزه الانتقام.
حكيم: لا ينتقم إلا على الحق.
هل ينظرون: استفهام في معنى النفي، ولذلك جاء بعده.
إلا أن يأتيهم الله: أي يأتيهم أمره، أو بأسه، أو يأتيهم الله بأمره، أو بأسه، فحذف المأتي به للقرينة.
في ظلل من الغمام: السحاب الأبيض، وانما يأتيهم العذاب فيه، لأنه مظنة الرحمة، فإذا جاء منه العذاب كان أفظع، لان الشر إذا جاء من حيث لا يحتسب كان أصعب، فكيف إذا جاء من حيث يحتسب الخير.
والملائكة: فإنهم الواسطة في إتيان أمره والآتون على الحقيقة ببأسه وقرئ بالجر عطفا على ظلل، أو الغمام.
وفي عيون الأخبار: محمد بن أحمد بن إبراهيم المعاذي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه قال: سألت الرضا عليه السلام، إلى أن قال: وسألته عن قول الله تعالى: " هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة " قال: يقول: هل ينظرون
(٥٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 501 502 503 504 505 506 507 508 509 510 511 ... » »»
الفهرست