[أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب (214) يسئلونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمسكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم (215)] عام، ثم قرأ: " فيها يفرق كل أمر حكيم " (1) فيحكم الله تبارك وتعالى ما يكون في تلك السنة من شدة أو رخاء أو مطر أو غير ذلك، قلت: أعلى ضلال كانوا قبل النبيين أم على هدى؟ قال: لم يكونوا على هدى، كانوا على فطرة الله التي فطرهم عليها لا تبديل لخلق الله ولم يكونوا ليهتدوا حتى يهديهم الله، أما تسمع بقول إبراهيم:
" لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين " (2) أي ناسيا للميثاق (3).
وأما ما رواه في مجمع البيان: عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: كانوا قبل نوح أمة واحدة على فطرة الله لا مهتدين ولا ضالين فبعث الله النبيين (4).
فالمراد من الضال: الكافر، والمراد به في الأخبار السابقة الذي على الفطرة لم يهتد إلى الحق بالبرهان فلا منافاة.
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة: خاطب به النبي والمؤمنين بعد ما ذكر ما ذكر اختلاف الأمم على الأنبياء بعد مجيئ الآيات تشجيعا لهم على الثبات مع مخالفيهم.