تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٥٠٧
إلا أن يأتيهم الله بالملائكة في ظلل الغمام، وهكذا نزلت (1).
وأما ما روي عن جابر قال: قال أبو جعفر عليه السلام في قوله تعالى: " في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الامر " قال: ينزل في سبع قباب من نور ولا يعلم في أيها هو، حين ينزل في ظهر الكوفة، فهذا حين ينزل (2).
فيمكن أن يكون المراد منه بيان كيفية نزول أمره حينئذ، ويكون فاعل ينزل الملك الموكل بالامر.
وقضى الامر: أتم أمر اهلاكهم وفرغ منه. وضع الماضي موضع المستقبل، لدنوه وتيقن وقوعه وقرئ وقضاء الامر عطفا على الملائكة.
وعن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام في حديث طويل، وفي آخره: وأما قضاء الامر، فهو الوسم على الخرطوم يوم يوسم الكافر (3).
وإلى الله ترجع الأمور: قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، على أنه من الرجع، وقرأ الباقون على البناء للفاعل بالتأنيث غير يعقوب على أنه من الرجوع، و قرئ أيضا بالتذكير وبناء المفعول (4).
علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن عمرو بن أبي شيبة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: ابتداء منه، أن الله إذا بدا له أن يبين خلقه ويجمعهم لما لابد منه، أمر مناديا ينادي، فاجتمع الجن والإنس في أسرع من طرفة عين، ثم أذن لسماء الدنيا فتنزل وكان من وراء الناس، وأذن للسماء الثانية فتنزل وهي ضعف التي تليها، فإذا رآها أهل سماء الدنيا، قالوا: جاء ربنا؟ قالوا: لا، وهو آت يعني أمره حتى تنزل كل سماء يكون كل واحدة منها من وراء الأخرى وهي ضعف التي يليها، ثم ينزل أمر الله في ظلل من الغمام والملائكة

(١) عيون أخبار الرضا: ج ١، ص ١٢٥، باب ١١، ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار: في التوحيد، قطعة من حديث ١٩.
(٢) تفسير العياشي: ج ١، ص ١٠٣، ح ٣٠١.
(٣) تفسير العياشي: ج ١، ص 103، ح 303.
(4) تفسير أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 112.
(٥٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 502 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 ... » »»
الفهرست