تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٥٠
الرحمن الرحيم: قد مر تفسيرهما وكرره للتفصيل.
ويحتمل أن يكون المراد ب‍ (الرحمن الرحيم) في البسملة، هو المتجلي بصور الأعيان الثابتة بفيضه الأقدس، فإنه تعالى باعتبار عموم هذا الفيض وإطلاقه هو الرحمن، وباعتبار تخصصه وتخصيصه هو الرحيم.
والمراد بهما فيما بعدها هو المتجلي بصور الأعيان الوجودية بالاعتبارين المذكورين.
وقيل: ذكر الرحمة بعد ذكر العالمين وقبل ذكر (ملك يوم الدين) ينطوي على فائدتين عظيمتين في تفصيل مجاري الرحمة.
إحداهما تنظر إلى الرحمة في خلق العالمين، وأنه خلقها على أكمل أنواعها و آتاها كلما احتاجت إليه.
وأخراهما يشير إلى الرحمة في المعاد يوم الجزاء، عند الانعام بالملك المؤبد في مقابلة كلمة وعبادة، وهو يلائم ما ورد من قولهم: يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة، حيث قورن الرحمن ب‍ (رب العالمين) المشير إلى المبدأ، والرحيم ب‍ (ملك يوم الدين) المشير إلى المعاد.
وفي من لا يحضره الفقيه فيما ذكره الفضل من العلل عن الرضا (عليه السلام) أنه قال، بعد أن شرح رب العالمين: " الرحمن الرحيم " استعطاف وذكر لآلائه و نعمائه على جميع خلقه (1).
وفي تفسير علي بن إبراهيم في الموثق عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال بعد أن شرح الحمد لله رب العالمين: الرحمن بجميع خلقه، الرحيم بالمؤمنين خاصة (2).
وفي الحديث: إذا قال العبد: " الرحمن الرحيم " قال الله تعالى: شهد لي بأني الرحمن الرحيم، أشهدكم لأوفرن من رحمتي حظه، ولأجزلن من عطائي نصيبه.

(١) من لا يحضره الفقيه: ج ١، باب ٤٥، وصف الصلاة، من فاتحتها إلى خاتمتها، ص ٢٠٣، قطعة من ح ١٢.
(٢) تفسير القمي: ج ١، ص 28.
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست