تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٤٧
من العلم والحياة وغيرهما في كل موجود من الموجودات، فالكل أولو العلم، وقد ذهب إليه بعض، كما يعلم من عبارة بعض.
وعن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث طويل، وفيه: لعلك ترى أن الله إنما خلق هذا العالم الواحد أو ترى أن الله لم يخلق بشرا غيركم، بلى - والله - لقد خلق ألف ألف عالم، وألف ألف آدم، أنت في آخر تلك العوالم وأولئك الآدميين (1).
وفي كتاب الخصال بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال في حديث طويل: إن علم عالم المدينة ينتهي إلى حيث لا يقفو الأثر ويزجر الطير، ويعلم ما في اللحظة الواحدة مسيرة الشمس تقطع اثني عشر بروجا واثني عشر برا واثني عشر بحرا، واثني عشر عالما (2).
وبإسناده إلى العباد بن عبد الخالق، عمن حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن لله عز وجل اثني عشر ألف عالم، كل عالم منهم أكبر من سبع سماوات و سبع أرضين، ما يرى عالم منهم أن لله عز وجل عالما غيرهم، وأنا الحجة عليهم (3).
وفي عيون الأخبار: حدثنا محمد بن القاسم الأسترآبادي المفسر (رضي الله عنه) قال: حدثني يوسف بن محمد بن زياد، وعلي بن محمد بن سيار، عن أبو يهما، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: جاء رجل إلى الرضا (عليه السلام) فقال: يا بن رسول الله، أخبرني عن قول الله تعالى: " الحمد لله رب العالمين " ما تفسيره؟ فقال:
لقد حدثني أبي عن جدي، عن الباقر، عن زين العابدين، عن أبيه (عليهم السلام)، أن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: أخبرني عن قول الله تعالى: " الحمد لله رب العالمين " ما تفسيره؟ فقال: الحمد لله، هو أن عرف عباده بعض نعمه عليهم جملا، إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل، لأنها أكثر من أن تحصى أو

(١) كتاب التوحيد: باب ٣٨، ذكر عظمة الله جل جلاله، ص ٢٧٧، قطعة من ح ٢.
(٢) الخصال: أبواب الاثني عشر، ص ٤٩٠، قطعة من حديث ٦٨.
(٣) الخصال: باب من روى أن لله عز وجل اثنى عشر الف عالم، ص 639، ح 14.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست