وقوم من الكوفة إلى أن (إياك) بكماله هو الضمير (1).
والأخفش إلى أن (إيا) ضمير منفصل، ولواحقه حروف لا محل لها من الاعراب، تدل على أحوال ما أريد به من الخطاب والتذكير والافراد وما يقابلها (2).
وقرئ (إياك) بتخفيف الياء، و (أياك) بفتح الهمزة وتشديد الياء و (هياك) بقلبها هاء.
والعبادة هي أقصى غاية الخضوع والتذلل، ومنه طريق معبد أي مذلل، وثوب ذو عبدة: إذا كان في غاية الصفاقة، ولذلك لا يستعمل إلا في الخضوع لله.
والاستعانة: طلب المعونة، وهي إما ضرورية لا يتأتى الفعل بدونها كاقتدار الفاعل وتصوره، وحصول آلة ومادة يفعل بها فيها، وعند استجماعها يوصف الرجل بالاستطاعة ويصح أن يكلف بالفعل، وغير ضرورية يسهل الفعل بها كالراحلة في السفر للقادر على المشي، أو يقرب الفاعل إلى الفعل ويحثه عليه، و هذا القسم لا يتوقف عليه صحة التكليف، هكذا قيل.
يقال: استعانه واستعان به، بمعنى، وإنما اختير استعماله بلا واسطة الحرف، إشارة إلى أن العبد ينبغي أن لا يرى بينه وبين الحق سبحانه واسطة في الاستعانة، بأن يقصر نظره إليه، أو يرى الوسائط منه.
وتقديم المفعول لقصد الاختصاص. وتكريره ليكون نصا في اختصاص كل من العبادة والاستعانة به سبحانه.
وفي إيراد (إياك) دون (إياه) كما هو مقتضى الظاهر، التفات من الغيبة إلى الخطاب.
ومن النكت الخاصة في الالتفات من الغيبة إلى الخطاب في هذا المقام - بعد اشتماله على فائدة عامة، من جهة المتكلم وهي التصرف والافتنان في وجوه