تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٤٩
تراهم، وليس هذا أوان ظهورهم، ولكن سوف تراهم في الجنات جنات عدن والفردوس بحضرة محمد في نعيمها يتقلبون، وفي خيراتها يتبجبجون، أفتحب أن أسمعك كلامهم؟ قال: نعم إلهي. قال الله جل جلاله: قم بين يدي واشدد مئزرك قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل. ففعل ذلك موسى (عليه السلام)، فنادى ربنا عز وجل يا أمة محمد فأجابوه كلهم وهم في أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة والملك لك لا شريك لك. قال: فجعل الله عز وجل تلك الإجابة شعار الحاج، ثم نادى ربنا عز وجل: يا أمة محمد، إن قضائي عليكم أن رحمتي سبقت غضبي، و عفوي قبل عقابي، فقد استجبت لكم من قبل أن تدعوني، وأعطيتكم من قبل أن تسألوني، من لقيني منكم بشهادة (أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، صادق في أقواله، محق في أفعاله، وأن علي بن أبي طالب أخوه و وصيه من بعده ووليه، ويلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمد، وأن أولياءه المصطفين الطاهرين المطهرين المنبئين بعجائب آيات الله ودلائل حجج الله من بعدهما أولياؤه أدخلته جنتي وإن كانت ذنوبه مثل زبد البحر قال: فلما بعث الله عز وجل نبينا محمدا (صلى الله عليه وآله) قال: يا محمد، وما كنت بجانب الطور إذ نادينا أمتك بهذه الكرامة، ثم قال الله عز وجل لمحمد (صلى الله عليه وآله): قل: الحمد لله رب العالمين على ما اختصني به من هذه الفضيلة، وقال لامته: قولوا أنتم:
الحمد لله رب العالمين على ما اختصنا به من هذه الفضائل (1).
وفي الحديث: إذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي وعلم أن النعم التي له من عندي، وأن البلايا التي اندفعت عنه بتطولي، أشهدكم أني أضيف له إلى نعم الدنيا نعم الآخرة، وأدفع عنه بلايا الآخرة كما دفعت عنه بلايا الدنيا (2).

(١) عيون أخبار الرضا: ج ١، باب ٢٨، فيما جاء عن الإمام علي بن موسى (عليهما السلام) من الاخبار المتفرقة، ص ٢٨٢، ح ٣٠.
(٢) المستدرك: ج ١، كتاب الصلاة، باب 57، من أبواب القراءة في الصلاة، قطعة من حديث 3، نقلا عن تفسير العسكري (عليه السلام).
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»
الفهرست