تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٥٣
يحاسب الرجل نفسه؟ قال: إذا أصبح ثم أمسى رجع إلى نفسه فقال: يا نفس، إن هذا يوم مضى عليك لا يعود إليك أبدا، والله تعالى يسألك منه بما أفنيته، وما الذي عملت فيه؟ أذكرت الله، أحمدته، أقضيت حوائج مؤمن، أنفست عنه كربته، أحفظته بظهر الغيب في أهله وولده، أحفظته بعد الموت في مخلفيه، أكففت عن غيبة أخ مؤمن بفضل جاهك، أأعنت مسلما، ما الذي صنعت فيه؟؟؟ فيذكر ما كان منه، فإن ذكر أنه جرى منه خير حمد الله تعالى وشكره على توفيقه، وإن ذكر معصية أو تقصيرا استغفر الله تعالى وعزم على ترك معاودته، و محى ذلك عن نفسه بتجديد الصلاة على محمد وآله الطيبين، وعرض بيعة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) على نفسه وقبولها لها، وإعادته لعن أعداءه وشانئيه ودافعيه عن حقوقه، فإذا فعل ذلك قال الله تعالى: لست أناقشك في شئ من الذنوب مع موالاتك أوليائي ومعاداتك أعدائي (1).
وفي الحديث: إذا قال العبد " مالك يوم الدين " قال الله تعالى: أشهدكم كما اعترف بأني مالك يوم الدين لأسهلن يوم الحساب حسابه، ولأثقلن حسناته، و لأتجاوزن عن سيئاته (2).
إياك نعبد وإياك نستعين: ذهب الزجاج إلى أن (إيا مظهر مبهم أضيف إلى الشئ بعده إزالة لابهامه، وكان إياك نفسك (3).
والخليل: إلى أنه مضمر مضاف إلى ما بعده، واحتج بما حكاه من بعض العرب: إذا بلغ الرجل الستين فإياه وإيا الشواب (4).
ورد، بأن الضمير لا يضاف، وما نقل عن بعض العرب شاذ لا يعتمد عليه.
وابن كيسان وبعض الكوفية: إلى أن الكاف وأخواته هي الضمائر التي كانت متصلة و (إيا) دعامة لها لتصير منفصلة (5).

(١) تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): ص ١٣، وهكذا في بحار الأنوار: ج ٨٩، كتاب القرآن، باب ٢٩، فضل سورة الفاتحة، ص ٢٥٠.
(٢) تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): ص 21.
(3) الانصاف في مسائل الخلاف للأنباري: ج 2، ص 695.
(4) الانصاف في مسائل الخلاف للأنباري: ج 2، ص 695.
(5) الانصاف في مسائل الخلاف للأنباري: ج 2، ص 695.
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست