تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٥٢
ويمكن حمله على كل واحد، بل على الكل بالمرة، وقد يظهر وجهه بصدق التأمل.
وأما إضافة " ملك يوم الدين " من قبيل إضافة الصفة المشبهة إلى غير معمولها كما في رب العالمين فتكون حقيقية لا لفظية فان اللفظية إضافتها إلى الفاعل لا غير، فيصح جعله صفة لله.
وأما إضافة " مالك يوم الدين " فمن قبيل إضافة اسم الفاعل إلى الظرف على سبيل التجوز، وهي أيضا حقيقية، لان المراد به الاستمرار أو الماضي، لا الحال والاستقبال.
ويصح جعل مالكيته اليوم مستمرة، مع أن يوم الدين وما فيه ليس مستمرا في جميع الأزمنة، لكونه لتحقق وقوعه وبقائه أبدا كالمتحقق المستمر، كما يصح جعله لتحقق وقوعه كالماضي.
وتخصيص اليوم بالإضافة إما لتعظيمه، أو لتفرده تعالى بنفوذ الامر فيه.
ولما دل بلامي التعريف والاختصاص على أن جنس الحمد مختص به وحق له، أجرى عليه تلك الأوصاف العظام، ليكون حجة قاطعة على انحصار الحمد فيه واستحقاقه إياه.
فذكر أولا: ما يتعلق بالابداء من كونه ربا مالكا للأشياء كلها بإفاضة الوجود عليها وأسباب الكمالات لها.
وثانيا: ما يتعلق بالبقاء، من إسباغه عليها نعما ظاهرة وباطنة، جليلة ودقيقة.
وثالثا: ما يتعلق بالإعادة، من كونه مالكا للامر كله يوم الجزاء، فلا يستأهل غيره أن يحمد فضلا من أن يعبد.
قال الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): قال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه): يوم الدين، هو يوم الحساب، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
ألا أخبركم بأكيس الكيسين وأحمق الحمقى؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال:
أكيس الكيسين من حاسب نفسه وعمل لما بعد الموت، وإن أحمق الحمقى من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله تعالى الأماني. فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، فكيف
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست