[ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموت بل أحياء ولكن لا تشعرون (154) ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع و نقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصبرين (155) الذين إذا أصبتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون (156)] ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموت: أي هم أموات.
بل أحياء: أي بل هم أحياء.
ولكن لا تشعرون: ما حالهم.
والآية نزلت في شهداء بدر كانوا أربعة عشر.
وفي مجمع البيان: (بل أحياء) قيل فيه أقوال:
الرابع: أن المراد أحياء لما نالوا من جميل الذكر والثناء، كما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) من قوله: هلك خزان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وآثارهم (1) في القلوب موجودة (2).
وفيه: روى الشيخ أبو جعفر في كتاب تهذيب الأحكام مسندا إلى علي بن مهزيار عن الحسن، عن القاسم بن محمد، عن الحسين بن أحمد، عن يونس بن ظبيان قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) جالسا فقال: ما يقول الناس في أرواح المؤمنين؟ قلت: يقولون: تكون في حواصل طيور خضر في قناديل تحت العرش، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): سبحان الله، المؤمن أكرم على الله من ذلك، أن يجعل روحه في حوصلة طائر أخضر، يا يونس المؤمن إذا قبضه الله تعالى صير روحه في قالب كقالبه في الدنيا، فيأكلون ويشربون، فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك