تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٤٩
[وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين (135)] أقول: ويمكن أن يكون مراده (عليه السلام) جارية في القائم (عليه السلام)، كون الوصية والتقرير بالقائم (عليه السلام) داخلين في وصية يعقوب وتقريره لبنيه، أي وصى بنيه وقررهم بالقائم (عليه السلام) فيما أوصاه وقرره.
ويؤيد هذا التوجيه ما كتبه صاحب نهج الإمامة، قال: روى صاحب شرح الاخبار بإسناده يرفعه قال: قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام) في قوله عز وجل: " و وصى به إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون " بولاية على (عليه السلام) (1).
تلك: أي الأمة المذكورة التي هي إبراهيم ويعقوب وبنوهما الموحدون أمة قد خلت: قد مضت.
لها ما كسبت: لا ينفعكم إلا ما كسبوا من أعمال الخير.
ولكم ما كسبتم: لا ينفعكم إلا ما كسبتم منها.
ولا تسئلون عما كانوا يعملون: لا تؤاخذون بسيئاتهم كما لا تثابون بحسناتهم، والمقصود نفي الأنهار بالوائل (كذا) ونحو قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا بني هاشم لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم (2).
وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا: أي قالت اليهود: كونوا هودا تهتدوا، وقالت النصارى: كونوا نصارى تهتدوا.

(١) تفسير البرهان: ج ١، ص 156، ح 2، نقلا عن ابن شهرآشوب وغيره عن صاحب شرح الاخبار.
(2) تفسير الكشاف: ج 1، ص 194، في تفسير آية 134، من سورة البقرة.
(٣٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 ... » »»
الفهرست