تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٥١
وهو ما رواه محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن النعمان، عن سلام بن عمرة، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله عز وجل: " قولوا امنا بالله وما انزل إلينا " قال: إنما عنى بذلك عليا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وجرت بعدهم في الأئمة، ثم رجع القول من الله في الناس فقال " فإن آمنوا " يعني الناس " بمثل ما آمنتم به " يعني عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة (عليهم السلام) " فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق " يعني الناس. انتهى (1).
ومعناه أن الله سبحانه أمر الأئمة صلوات الله عليهم أن يقولوا: آمنا بالله وما بعدها، لأنهم المؤمنون بما أمروا به حقا وصدقا، ثم قال مخاطبا للأمة يعني الناس:
فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به، فقد اهتدوا بكم وبما آمنتم به، وإن تولوا فإنما هم في شقاق ومصارعة ومحاربة لك يا محمد، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم.
وما أنزل إلينا: وهو القرآن.
وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط: جمع سبط، وهو الحافد، وهم حفدة يعقوب ذراري أبنائه الاثني عشر.
روى العياشي عن الباقر (عليه السلام): أنه سئل هل كان ولد يعقوب أنبياء؟
قال: لا ولكنهم كانوا أسباطا أولاد الأنبياء، لم يكونوا يفارقوا الدنيا إلا سعداء تابوا وتذكروا ما صنعوا (2).
والمراد بما انزل على هؤلاء الصحف.
وما أوتى موسى وعيسى: التوراة والإنجيل.
وما أوتى النبيون: جملة المذكورين وغيرهم.
من ربهم: متعلق بالايتاء، وكلمة " من " ابتدائية.
لا نفرق بين أحد منهم: لا نؤمن ببعض ونكفر ببعض كما فعلت اليهود

(١) الكافي: ج ١، ص ٤١٥، كتاب الحجة، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية، ح ١٩، ورواه العياشي في تفسيره: ج ١، ص ٦٢، ح ١٠٧.
(٢) تفسير العياشي: ج ١، ص 62، ح 106.
(٣٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 ... » »»
الفهرست