تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٤٣
[ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك و أرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم (128) ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك و يعلمهم الكتب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم (129)] فعل بآدم، فقال إبراهيم لما فرغ من بناء البيت: رب اجعل إلى آخر الآية (1).
ربنا واجعلنا مسلمين لك: مخلصين لك، من أسلم وجهه، أو مستسلمين من أسلم إذا استسلم وانقاد، وقرئ على لفظ الجمع على أن المراد أنفسهما وهاجر، أو أن التثنية من مراتب الجمع.
ومن ذريتنا أمة مسلمة لك: أي واجعل بعض ذريتنا، والتخصيص بالدعاء لأنهم أحق بالشفقة، ولأنهم إذا صلحوا صلح بهم الاتباع. وخصا بعضهم لما أعلما أن في ذريتهما ظلمة، وعلما أن الحكمة الإلهية لا تقتضي الاتفاق على الاخلاص والاقبال على الله تعالى، فإنه مما يشوش المعاش، ولذلك قيل: لولا الحمقاء لخربت الدنيا.
وقيل: المراد بالأمة، أمة محمد (صلى الله عليه وآله)، ويحتمل أن تكون (من) للتبيين.
وروي عن الصادق (عليه السلام) أن المراد بالأمة بنو هاشم خاصة (2).
وأرنا: من رأى بمعنى أبصر أو عرف، ولذلك لم يتجاوز مفعولين.
مناسكنا: المواضع التي يتعلق النسك بها، لنفعله عندها ونقضي عباداتنا

(1) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 208.
(2) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 210.
(٣٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 ... » »»
الفهرست