وفي جبريل ثمان لغات قرئ بهن، أربع من المشهورات، جبرئيل كسلسبيل قراءة الحمزة (1) والكسائي (2)، وجبريل بكسر الراء وحذف الهمزة قراءة ابن كثير (3)، وجبرئل كجحمرش قراءة عاصم برواية أبي بكر (4)، وجبريل كقنديل قراءة الباقين. وأربع في الشواذ جبرائل وجبرائيل وجبرال وجبرين ومنع صرفه للعجمة والتعريف، ومعناه عبد الله.
فإنه نزله: أي جبرئيل نزل القرآن، والارجاع إلى غير المذكور يدل على فخامة شأنه، كأنه لتعينه وفرط شهرته لم يحتج إلى سبق ذكره.
على قلبك: فإنه القابل الأول للوحي ومحل الفهم والحفظ.
وكان حقه على قلبي، لكنه جاء على حكاية كلام الله تعالى، كأنه قال: قل ما تكلمت به من قولي من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك.
بإذن الله: بأمره، حال من فاعل نزل.
مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين: أحوال من مفعوله.
وجواب الشرط (فإنه نزله) على وجهين:
أحدهما: أن من عادى منهم جبرئيل فلا وجه له، فإنه نزله كتابا مصدقا لما بين يديه من الكتب، فلو أنصفوا لا حبوه وشكروا له صنيعه في إنزاله ما ينفعهم و يصحح المنزل عليهم.
والثاني: أن من عاداه فالسبب في عداوته أنه نزل عليك بالوحي، وهم كارهون له.
وقيل: جواب الشرط محذوف، مثل فليمت غيظا، أو فهو عدو لي وأنا عدوا له، كما قال:
من كان عدوا لله وملئكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين: أي من كان معاديا بالله أي يفعل فعل المعادي من المخالفة والعصيان، فإن حقيقة العداوة طلب الاضرار به، وهذا يستحيل على الله تعالى.