به، وقيل: شخصه، كما يقال: اللهم صل على آل محمد، أي شخصه، واستغنى بذكره عن أتباعه. والأحسن فيه أنه من باب راكب الناقة طليحان، اعتبارا للمضاف والمضاف إليه، أي هو والناقة.
وأنتم تنظرون: ذلك، أو غرقهم، أو انفلاق البحر عن طرق يابسة، أو جثثهم التي قذفها البحر إلى الساحل، أو ينظر بعضكم بعضا.
ذكر الشيخ الطبرسي في تفسيره عن ابن عباس: أن الله تعالى أوحى إلى موسى أن يسري ببني إسرائيل من مصر، فسرى موسى (عليه السلام) بهم ليلا، فاتبعهم فرعون في ألف الف حصان سوى الإناث، وكان موسى في ستمائة ألف و عشرين ألفا، فلما عاينهم فرعون قال: إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون و إنا لجميع حاذرون فسرى موسى بهم حتى هجموا على البحر، فالتفتوا فإذا هم برهج (1) دواب فرعون، فقالوا: يا موسى، أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا، هذا البحر أمامنا، وهذا فرعون قد رهقنا بمن معه، فقال موسى: عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون فقال له يوشع بن نون: بم أمرت؟ قال: أمرت أن أضرب بعصاي البحر، قال: اضرب، وكان الله تعالى أوحى إلى البحر: أن أطع موسى إذا ضربك، فبات البحر له إفكل، أي رعدة، لا يدري في أي جوانبه يضربه، فضرب بعصاه البحر فانفلق، وظهر اثنا عشر طريقا، فكان لكل سبط طريق يأخذون فيه، فقالوا: إنا لا نسلك طريقا نديا، فأرسل الله ريح الصبا حتى جففت الطريق كما قال: فاضرب لهم طريقا يبسا، فجروا فيه، فلما أخذوا في الطريق قال بعضهم لبعض: مالنا لا نرى أصحابنا، فقالوا لموسى: أين أصحابنا؟ فقال: في طريق مثل طريقكم، فقالوا: لا نرضى حتى نراهم. فقال موسى: اللهم أعني على أخلاقهم السيئة، فأوحى إليه أن فل بعصاك هكذا وهكذا يمينا وشمالا، فأشار بعصاه يمينا وشمالا فظهر كالكوة ينظر منها بعضهم إلى بعض، فلما انتهى فرعون إلى ساحل البحر وكان على فرس حصان