تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ١٢١
تسمية للمسبب باسم السبب، أو يشبه ذاتا تأمره وتشير عليه، فيكون استعارة مبنية على التشبيه.
والمراد بالأنفس هنا ذواتهم. ويحتمل حملها على أرواحهم وآرائهم.
قيل: إن المختار عند المحققين من الفلاسفة وأهل الاسلام من الصوفية وغيرهم، أنها أي النفس - جوهر مجرد في ذاته، متعلق بالبدن تعلق التدبير والتصرف. و متعلقه أولا هو الروح الحيواني القلبي المتكون في جوفه الأيسر من بخار الغذاء ولطيفه، ويفيد قوة لها تسري في جميع البدن فيفيد كل عضو قوة بها يتم نفعه.
وقد يطلق على هذا الجوهر المجرد القلب والروح أيضا.
فعلى هذا يمكن أن يراد بالأنفس، النفوس المتعلقة بأبدانهم على سبيل الحقيقة، بأن يكون موضوعا لهذا الجوهر المجرد، كما للذات.
وعلى تقدير وضعه للذات فقط. إطلاقه عليه إما بالحقيقة أو المجاز، فإن الذات لو كانت عبارة من مجموع الجثة والروح المجرد، فإطلاق النفس عليها من إطلاق اسم الكل على الجزء. وإن كانت عبارة عن الجثة فقط، فإطلاقه عليها لعلاقة واقعة بينهما. وإن كانت عبارة عن الروح المجرد فقط، وهو الظاهر، فإن الذات في الحقيقة ما يعبر عنه بلفظ (أنا) وهو الباقي من أول العمر إلى آخره، وما عداه كالعوارض بالنسبة إليه، ولا شك أن هذا الامر هو الروح المجرد، لا الجثة فإنها كل يوم تبدل.
فعلى هذا إطلاق النفس بمعنى الذات عليه، حقيقة، وفيما عداه مجاز.
وإذا أريد ب‍ " أنفسهم " النفوس الناطقة المتعلقة بأبدانهم، أو القلوب، أو الأرواح بمعناه، فلا شك أن ضرر المخادعة الواقعة بينهم وبين الله والمؤمنين، راجع إليها، مقصور عليها، لكن قصرا إضافيا، فإن ذلك الضرر يعود إلى جثتهم وقلوبهم الصنوبرية وأرواحهم الحيوانية أيضا، فإن عذابهم لا يكون روحانيا فقط.
وما يشعرون: معطوف على قوله: " وما يخدعون " أو على قوله " يخادعون ".
وقيل: معترضة من الشعور، وهو إدراك الشئ بالحاسة، مشتق من الشعار، وهو ثوب على شعر الجسد، ومنه مشاعر الانسان، أي حواسه الخمس التي يشعر بها، لأنها متلبسة بجسده كالشعار. أو من الشعر وهو إدراك الشئ من وجه يدق و
(١٢١)
مفاتيح البحث: الضرر (2)، السب (1)، الخمس (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست