أو المفلوج إذا وقع عليه القطع. والمنافقون لثبوت استعدادهم في الأصل وبقاء إدراكهم في الجملة، يجدون شدة الألم، فيكون عذابهم مؤلما مسببا من الكذب و لواحقه بخلاف عذاب المصرين، فإنه ذاتي لهم لا لأمر عارض.
وفي تقديم الخبر ها هنا أيضا فائدتان: زيادة تخصيص المبتدأ النكرة، وإفادة الحصر ادعاء.
بما كانوا يكذبون: قراءة عاصم وحمزة والكسائي (1).
والكذب: الاخبار عن الشئ بغير ما هو عليه. وقرئ: يكذبون، من كذبه، نقيض صدقه، أو من كذب الذي هو للمبالغة والتكثير، أو من كذب الوحشي إذا جرى شوطا ووقف لينظر ما وراءه، فإن المنافق متحير متردد.
" والباء " للسببية أو البدلية متعلقة بالظرف في قوله: " لهم عذاب أليم "، و " ما " مصدرية، ويحتمل الموصولية والموصوفية.
واستدل الذاهبون إلى قبح الكذب مطلقا بالآية، بأنه جعل عذابهم الأليم مسببا لكذبهم. وتخصيصه بالذكر من بين جهات استحقاقهم إياه، مع كثرتها، مبالغة في قبح الكذب لينزجر السامعون منه.
وقيل: نمنع قبحه مطلقا، فإنه قد يمكن أن يتضمن عصمة دم مسلم، بل نبي، ولا يتيسر التعريض، فيحسن.
ورد بأن الحسن العارضي لا يمنع القبح الذاتي، وهو المراد بالقبح ها هنا، فعلى هذا يحرم الكذب سواء تعلق به غرض أو لم يتعلق. أما إذا لم يتعلق فظاهر. وأما إذا تعلق فلان في المعاريض لمندوحة عنه، والتعريض: ليس بكذب إذا كان المعرض به مطابقا للواقع، فإن مرجع الصدق والكذب إلى المراد من الكلام الخبري، لا إلى مطلق مدلوله.
وما ينسب إلى إبراهيم (عليه السلام) من الكذبات الثلاث: