والمواثيق، ثم إن قوما من متمرديهم وجبابرتهم وطؤوا بينهم، لئن كانت لمحمد كائنة لندفعن هذا الامر عن علي ولا نتركه له، فعرف الله تعالى من قلوبهم وكانوا يأتون رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويقولون: لقد أقمت عليا أحب الخلق إلى الله و إليك وإلينا فكفيتنا به مؤونة الظلمة لنا والجبارين في سياستنا، وعلم الله تعالى من قلوبهم خلاف ذلك من مواطأة بعضهم لبعض أنهم على العداوة مقيمون، ولدفع الامر عن مستحقه مؤثرون فأخبر الله عز وجل محمدا عنهم، فقال: يا محمد، ومن الناس من يقول آمنا بالله الذي أمرك بنصب علي إماما وسائسا ولامتك مدبرا، وما هم بمؤمنين بذلك ولكنهم يتواطؤون على هلاكك وهلاكه، ويوطؤون أنفسهم على التمرد على علي إن كانت بك كائنة (1).
بالله وباليوم الاخر: أي بالمبدأ والمعاد الذين هما المقصود الأعظم من الايمان، ولهذا اختصا بالذكر.
والمراد باليوم الذي هو اسم لبياض النهار، زمان ممتد من وقت الحشر إلى الأبد وإلى زمان استقرار كل في مستقره من الجنة والنار، وهذا أشبه باليوم الحقيقي في تحقق الحد من الطرفين.
وأما كونه آخرا، فلتأخر هذين الزمانين عن الأيام الدنيوية المنقضية.
وقيل في الثاني: لأنه آخر الأوقات المحدودة الذي لا وقت بعده.
ورد بأنه لا شك أن في كل من الجنة والنار أحوالا وحوادث كلية يمكن تحديد الأوقات بها، وقد شهدت الكلمات النبوية بوجودها (2).
اللهم إلا أن يقال: المنفي هو الحد المشهور غاية الاشتهار.
وفي تكرير الباء، ادعاء الايمان بكل واحد على الأصالة والاستحكام.