المعراج وهو قسم برسول الله صلى الله عليه وآله وهو فضل له على الأنبياء وجواب القسم (ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى) أي لا يتكلم بالهوى (إن هو) يعني القرآن (إلا وحي يوحى علمه شديد القوى) يعني الله عز وجل (ذو مرة فاستوى) يعني رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: وحدثني ياسر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال ما بعث الله نبيا إلا صاحب مرة سوداء صافية وقوله (وهو بالأفق الاعلى) يعني رسول الله صلى الله عليه وآله (ثم دنا) يعني رسول الله صلى الله عليه وآله من ربه عز وجل (فتدلى) قال إنما نزلت هذه ثم دنا فتدانى (فكان قاب قوسين أو أدنى) قال كان من الله كما بين مقبض القوس إلى رأس السية (1) (أو أدنى) أي من نعمته ورحمته قال بل أدنى من ذلك (فأوحى إلى عبده ما أوحى) قال وحي مشافهة.
أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسين بن العباس عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (ما ضل صاحبكم وما غوى) يقول ما ضل في علي عليه السلام وما غوى وما ينطق فيه عن الهوى، وما كان ما قال فيه إلا بالوحي الذي أوحى إليه ثم قال: (علمه شديد القوى) ثم أذن له فوفد إلى السماء فقال (ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الاعلى. ثم دنا فتدلى (فتدانى ط) فكان قاب قوسين أو أدنى) كان بين لفظه وبين سماع محمد كما بين وتر القوس وعودها (فأوحى إلى عبده ما أوحى) فسئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن ذلك الوحي، فقال أوحى إلي ان عليا سيد الوصيين (المؤمنين ط) وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين وأول خليفة يستخلفه خاتم النبيين، فدخل القوم في الكلام فقالوا: أمن الله ومن رسوله فقال الله جل ذكره لرسول الله صلى الله عليه وآله قل لهم (ما كذب الفؤاد ما رأى) ثم رد عليهم فقال (أفتمارونه على ما يرى) ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله قد أمرت فيه بغير هذا أمرت ان أنصبه للناس وأقول