وقوله: (الذي يرك حين تقوم وتقلبك في الساجدين) قال: حدثني محمد بن الوليد عن محمد بن الفرات عن أبي جعفر عليه السلام قال: " الذي يراك حين تقوم في النبوة وتقلبك في الساجدين " قال في أصلاب النبيين (والشعراء يتبعهم الغاوون) قال نزلت في الذين غيروا دين الله بآرائهم وخالفوا امر الله هل رأيتم شاعرا قط تبعه أحد إنما عنى بذلك الذين وضعوا دينا بآرائهم فيتبعهم الناس على ذلك ويؤكد ذلك قوله (ألم تر انهم في كل واد يهيمون) يعني يناظرون بالأباطيل ويجادلون بالحجج المضلة وفي كل مذهب يذهبون (وانهم يقولون مالا يفعلون) قال يعظون الناس ولا يتعظون وينهون عن المنكر ولا ينتهون ويأمرون بالمعروف ولا يعملون وهم الذين غصبوا آل محمد حقهم.
ثم ذكر آل محمد عليهم السلام وشيعتهم المهتدين فقال: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعدما ظلموا) ثم ذكر أعداءهم ومن ظلمهم فقال (وسيعلم الذين ظلموا - آل محمد حقهم - اي منقلب ينقلبون) هكذا والله نزلت، وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (الفلك المشحون) المجهز الذي قد فرغ منه ولم يبق إلا رفعه واما قوله: (بكل ريع) قال أبو جعفر عليه السلام يعني بكل طريق (آية) والآية علي (تعبثون) وقوله (إنما أنت من المسحرين) يقول أجوف مثل خلق الناس ولو كنت رسولا ما كنت مثلنا وقوله (أصحاب الأيكة) الأيكة الغيضة من الشجر واما قوله (عذاب يوم الظلة انه كان عذاب يوم عظيم) فبلغنا والله أعلم انه أصابهم حر وهم في بيوتهم فخرجوا يلتمسون الروح من قبل السحابة التي بعث الله فيها العذاب فلما غشيتم اخذتهم الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين وهم قوم شعيب وقوله (لفي زبر الأولين) يعني كتب الأولين وقوله (انهم عن السمع لمعزولون) يقول خرس فهم عن السمع