إئتوا ظئرا تربيه فجاؤوا بعدة نساء قد قتل أولادهن فلم يشرب لبن أحد من النساء وهو قول الله (وحرمنا عليه المراضع من قبل) وبلغ أمه ان فرعون قد اخذه فحزنت وبكت كما قال الله (وأصبح فؤاد أم موسى فارغا) يعني كادت ان تخبر بخبره أو تموت ثم ضبطت نفسها فكان كما قال الله عز وجل (لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين وقالت لأخته) اي لأخت موسى (قصيه) اي اتبعيه فجاءت أخته إليه (فبصرت به عن جنب) اي عن بعد (وهم لا يشعرون) فلما لم يقبل موسى ثدي أحد من النساء اغتم فرعون غما شديدا فقالت أخته (هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون) فقال: نعم فجاءت بأمه فلما اخذته في حجرها وألقمته ثديها التقمه وشرب ففرح فرعون وأهله أكرموا أمه، فقالوا لها ربيه لنا فانا نفعل بك ما نفعل وذلك قول الله تعالى: (فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم ان وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون) وكان فرعون يقتل أولاد بني إسرائيل كلما يلدون ويربي موسى ويكرمه ولا يعلم أن هلاكه على يده، فلما درج موسى كان يوما عند فرعون فعطس موسى فقال الحمد لله رب العالمين، فأنكر فرعون عليه وتطمه وقال ما هذا الذي تقول؟ فوثب موسى على لحيته وكان طويل اللحية فهلبها اي قلعها فألمه ألما شديدا بلطمته إياه فهم فرعون بقتله فقالت امرأته هذا غلام حدث لا يدري ما يقول، فقال فرعون بل يدري، فقالت امرأته ضع بين يديه تمرا وجمرا فان ميز بينهما فهو الذي تقول فوضع بين يديه تمر وجمر وقال له كل فمد يده إلى التمر فجاء جبرئيل فصرفها إلى الجمر فأخذ الجمر في فيه فاحترق لسانه وصاح وبكى فقالت آسية لفرعون ألم أقل لك انه لا يعقل فعفا عنه.
فقلت لأبي جعفر عليه السلام: فكم مكث موسى غائبا عن أمه حتى رده الله عليها؟
قال: ثلاثة أيام فقلت كان هارون أخا موسى لأبيه وأمه؟ قال: نعم اما تسمع الله