وإن كان خاتم الرسل زمانا وعلي بن أبي طالب اما نفسه كما تدل على آية المباهلة أو قسيم نوره كما يدل عليه قوله صلى الله عليه وآله " انا وعلي من نور واحد " وأولاده المعصومون كلهم مظاهر جماله وكماله صلى الله عليه وآله كما قال صلى الله عليه وآله: فيهم " أولنا محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد وكلنا محمد " وتدل على هذا المقصد روايات كثيرة من السنة من شاء فليراجع معارج النبوة ومدارج النبوة وينابيع المودة ونحو ذلك.
وكذا وردت روايات كثيرة معتبرة أيضا كحديث الكساء المتسالم عليه بين العلماء الأعلام والمعمول به بين الخواص والعوام وفيه: " وعزتي وجلالي اني ما خلقت سماءا مبنية ولا أرضا مدحية ولا قمرا منيرا ولا شمسا مضيئا.. إلا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء ".
وفي اكمال الدين والعيون والعلل عن الرضا عن آبائه عن علي عليهم السلام أنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله ما خلق الله خلقا أفضل مني ولا أكرم عليه مني، فقلت يا رسول الله فأنت أفضل أو جبرئيل؟ فقال يا علي ان الله فضل أنبيائه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلني على جميع النبيين والمرسلين والفضل من بعدي لك يا علي وللأئمة من بعدك وان الملائكة لخدامنا وخدام محبينا، يا علي! الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا يا علي! لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربنا وتسبيحه وتقديسه لان أول ما خلق الله خلق أرواحنا فانطقنا بتوحيده وبتمجيده ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا. استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة، فسبحت الملائكة بتسبيحنا.
(الثاني) لما ثبت ان ذواتهم المقدسة هي أول الخلق وغرض الحق فبدليل العقل يجب على الله تعالى لطفا ان يعرفهم جميع خلقه ويعرض محبتهم على جميع