أسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) وكان كما حكى الله (فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عنهما من سوأتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما) اي حلفهما (انى لكما لمن الناصحين) روي عن أبي عبد الله عليه السلام قال لما اخرج آدم من الجنة نزل جبرئيل عليه السلام فقال يا آدم أليس الله خلقك بيده فنفخ فيك من روحه واسجد لك ملائكته وزوجك حواء أمته وأسكنك الجنة وأباحها لك ونهاك مشافهة ان لا تأكل من هذه الشجرة فأكلت منها وعصيت الله. فقال آدم عليه السلام يا جبرئيل ان إبليس حلف لي بالله انه لي ناصح فما ظننت ان أحدا من خلق الله يحلف بالله كاذبا، وقوله (فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوأتهما) حدثنا أحمد بن إدريس أخبرنا أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله " بدت لهما سوأتهما " قال كانت سوأتهما لا تبدو لهما يعني كانت داخلة (1) وقوله:
(وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة) اي يغطيان سوأتهما به (وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين) فقالا كما حكى الله (ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) فقال الله (اهبطوا بعضكم لبعض عدو) يعني آدم وإبليس (ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين) يعني إلى القيامة.
وقوله (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوأتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير) قال لباس التقوى لباس البياض وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله " يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوأتكم