عن أبي إبراهيم عليه السلام قال لما خافت بنو إسرائيل جبابرتها أوحى الله إلى موسى وهارون عليهما السلام ان تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة قال أمروا ان يصلوا في بيوتهم وقال علي بن إبراهيم في قوله (وقال موسى ربنا انك آتيت فرعون وملئه زينة) أي ملكا (وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك) اي يفتنوا الناس بالأموال والعطايا ليعبدوه ولا يعبدوك (ربنا اطمس على أموالهم) اي أهلكها (واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم) فقال الله عز وجل (قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون) اي لا تتبعا طريق فرعون وأصحابه.
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا - إلى قوله - وانا من المسلمين) فان بني إسرائيل قالوا يا موسى ادع الله ان يجعل لنا مما نحن فيه فرجا فدعا فأوحى الله إليه ان سر بهم، قال يا رب البحر امامهم، قال امض فاني آمره ان يطيعك وينفرج لك، فخرج موسى ببني إسرائيل واتبعهم فرعون حتى إذا كاد ان يلحقهم ونظروا إليه وقد أظلهم، قال موسى للبحر انفرج لي، قال ما كنت لافعل وقال بنو إسرائيل لموسى غررتنا وأهلكتنا فليتك تركتنا يستعبدنا آل فرعون ولم نخرج الآن نقتل قتلة، قال كلا ان معي ربي سيهدين واشتد على موسي ما كان يصنع به عامة قومه وقالوا يا موسى انا لمدركون، زعمت أن البحر ينفرج لنا حتى نمضي ونذهب وقد رهقنا فرعون وقومه وهم هؤلاء تراهم قد دنوا منا، فدعا موسى ربه فأوحى الله إليه ان اضرب بعصاك البحر فضربه، فانفلق البحر فمضى موسى وأصحابه حتى قطعوا البحر وأدركهم آل فرعون، فلما نظروا إلى البحر قالوا لفرعون ما تعجب مما ترى؟ قال انا فعلت هذا فمروا وامضوا فيه، فلما توسط فرعون ومن معه امر الله البحر فانطبق فغرقهم أجمعين، فلما